العقم عند الرجال والنساء: الأسباب وطرق العلاج الفعّالة

يعاني الكثير من الأزواج حول العالم من مشكلة العقم، والتي تُعرف بعدم القدرة على الحمل بعد مرور عام على المحاولة المنتظمة دون استخدام وسائل منع الحمل. سواء كان السبب من الرجل أو المرأة، فإن فهم الأسباب وطرق العلاج يُعد الخطوة الأولى نحو التغلب على هذه المشكلة. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الشائعة للعقم عند الجنسين، بالإضافة إلى أحدث طرق العلاج المتاحة.

أسباب العقم عند الرجال

يُشكل العقم عند الرجال نسبة كبيرة من حالات العقم، وتتنوع أسبابه بين العوامل الوراثية والبيئية والصحية. من أبرز هذه الأسباب:

1. مشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية

ضعف عدد الحيوانات المنوية أو تشوهها أو انعدامها تمامًا يُعد من الأسباب الرئيسية. قد ينتج ذلك عن اضطرابات هرمونية، أو التهابات في الخصيتين، أو التعرض للإشعاع والمواد الكيميائية الضارة.

2. انسداد القنوات المنوية

بعض الرجال يعانون من انسداد في القنوات التي تنقل الحيوانات المنوية، مما يمنع وصولها إلى السائل المنوي. يمكن أن يكون هذا الانسداد ناتجًا عن التهابات سابقة أو إصابات أو عمليات جراحية.

3. مشاكل القذف

حالات مثل القذف المرتجع (عودة السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من خروجه) أو ضعف الانتصاب تؤثر بشكل مباشر على الخصوبة.

4. عوامل نمط الحياة

التدخين، الإفراط في شرب الكحول، السمنة، والتوتر المزمن قد تؤدي إلى تدهور جودة الحيوانات المنوية.

أسباب العقم عند النساء

تتعدد أسباب العقم عند النساء، وتشمل مشاكل في التبويض أو الرحم أو قنوات فالوب. من أهم هذه الأسباب:

1. اضطرابات التبويض

عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها يُشير إلى مشاكل في التبويض، مثل متلازمة تكيس المبايض أو فشل المبايض المبكر.

2. انسداد قنوات فالوب

الالتهابات الحوضية أو الأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا قد تسبب انسدادًا في قنوات فالوب، مما يمنع وصول البويضة إلى الرحم.

3. مشاكل الرحم

الأورام الليفية، أو التصاقات الرحم، أو عيوب خلقية في شكل الرحم قد تعيق انغراس البويضة المخصبة.

4. بطانة الرحم المهاجرة

هذه الحالة تؤثر على الخصوبة عندما تنمو أنسجة بطانة الرحم خارج مكانها الطبيعي، مما يسبب التهابات وتلفًا في الأعضاء التناسلية.

علاج العقم: الخيارات المتاحة

تختلف طرق العلاج حسب السبب الرئيسي للعقم، سواء كان من الرجل أو المرأة. إليك أبرز الخيارات العلاجية:

1. العلاجات الدوائية

تُستخدم الأدوية المنشطة للتبويض عند النساء لتحفيز إنتاج البويضات، بينما تُعطى الهرمونات للرجال لتحسين جودة الحيوانات المنوية.

2. الجراحة

في حالات انسداد القنوات أو الأورام الليفية، قد تكون الجراحة حلاً فعالاً لاستعادة الخصوبة.

3. التلقيح الصناعي (IUI)

يُجرى هذا الإجراء بحقن الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم أثناء فترة التبويض، مما يزيد فرص الإخصاب.

4. أطفال الأنابيب (IVF)

تُعد هذه الطريقة الأكثر شيوعًا، حيث يتم تخصيب البويضة بالحيوان المنوي خارج الجسم، ثم نقل الجنين إلى الرحم.

5. تقنيات حديثة أخرى

مثل الحقن المجهري (ICSI) الذي يُستخدم في حالات ضعف الحيوانات المنوية، أو تجميد البويضات والحيوانات المنوية لاستخدامها لاحقًا.

نصائح لتحسين الخصوبة طبيعيًا

إلى جانب العلاجات الطبية، يمكن اتباع بعض النصائح لتعزيز الخصوبة:
– الحفاظ على وزن صحي.
– تناول غذاء متوازن غني بمضادات الأكسدة.
– تجنب التدخين والكحول.
– ممارسة الرياضة بانتظام.
– تقليل التوتر عبر تمارين الاسترخاء.

في النهاية، يُعد العقم تحديًا طبيًا ونفسيًا، لكن مع التقدم الطبي وتنوع الخيارات العلاجية، أصبحت أحلام الإنجاب قابلة للتحقيق للعديد من الأزواج. استشارة الطبيب المختص تبقى الخطوة الأهم لتحديد السبب واختيار العلاج المناسب.