مايكروسوفت تسقط دعوى ضد استحواذها على أكتيفيجن بليزارد

مايكروسوفت تنتصر: المحكمة ترفض دعوى منع استحواذها على أكتيفيجن بليزارد
في تطور مهم يُهدّئ مخاوف عمالقة التكنولوجيا، رفضت المحكمة الأمريكية الدعوى القضائية التي سعت إلى منع شركة مايكروسوفت من استكمال صفقة الاستحواذ العملاقة على أكتيفيجن بليزارد. هذا القرار يمهد الطريق أمام أكبر صفقة في تاريخ صناعة الألعاب، بقيمة 68.7 مليار دولار، لترى النور بعد أشهر من التحديات القانونية.
انتصار قانوني يُنهي أشهر من التحديات
واجهت مايكروسوفت معارضة قوية من جهات تنظيمية، أبرزها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC)، التي زعمت أن الصفقة قد تُضعف المنافسة في سوق الألعاب. ومع ذلك، جاء حكم المحكمة لصالح مايكروسوفت، مؤكدًا أن الأدلة المقدمة لا تُثبت تهديدًا حقيقيًا لاحتكار السوق.
القرار يُعتبر ضربة قوية للمعارضين، خاصة بعد موافقة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة سابقًا على الصفقة بشروط محددة. الآن، بات الطريق ممهدًا أمام مايكروسوفت لتعزيز وجودها في صناعة الألعاب، التي تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار سنويًا.
كيف ستُغير الصفقة مشهد الألعاب الإلكترونية؟
الاستحواذ على أكتيفيجن بليزارد، المالكة لعناوين شهيرة مثل كول أوف ديوتي وووركرافت، يُمنح مايكروسوفت نفوذًا غير مسبوق في السوق. بينت الشركة خططًا لدمج ألعاب أكتيفيجن ضمن منصة Xbox Game Pass، مما قد يجذب ملايين المشتركين الجدد.
لكن الأسئلة الأكبر تدور حول مصير الألعاب متعددة المنصات. مايكروسوفت أكدت مرارًا أن كول أوف ديوتي ستبقى متاحة على منصات مثل بلايستيشن، لكن البعض يشكك في استمرارية ذلك على المدى الطويل، خاصة مع سعي الشركة لتعزيز تفوق Xbox.
ردود الفعل: من الارتياح إلى القلق
في قطاع التكنولوجيا، تفاوتت ردود الأفعال بين ترحيب بحكم “يحفز الابتكار” وفقًا لمسؤولين في مايكروسوفت، وتحذيرات من منافسين مثل سوني، التي عبرت عن قلقها من “تأثير الصفقة على المنافسة العادلة”.
أما جمهور اللاعبين، فانقسم بين متفائل بإمكانية وصول ألعاب كبرى بأسعار معقولة عبر Game Pass، ومتشكك من هيمنة شركة واحدة على مكتبة ألعاب شاسعة.
ما الخطوة التالية؟
مع رفض الدعوى، تتجه مايكروسوفت لإغلاق الصفقة رسميًا قبل نهاية يوليو 2023، ما لم تطعن الجهات المعارضة في الحكم. إذا تم الإغلاق، ستبدأ مرحلة دمج العمليات، والتي قد تشمل إعادة هيكلة داخلية أو حتى تسريح موظفين في أقسام متداخلة.
الخبراء يتوقعون أن تشهد السنوات القادمة تحولات كبرى، بدءًا من تعزيز تقنيات الميتافيرس باستخدام أصول أكتيفيجن، وصولًا إلى معارك قانونية جديدة حول سياسات الاحتكار.
باختصار، انتصار مايكروسوفت اليوم ليس مجرد نهاية لمعركة قضائية، بل بداية لعصر جديد في صناعة الألعاب، حيث القوة تتركز بين أيدي عدد أقل من اللاعبين الكبار. السؤال الآن: هل سيكون هذا التحول في مصلحة اللاعبين أم سيُحد من تنوع الخيارات المتاحة لهم؟