سرطان عنق الرحم: الوقاية والفحص

سرطان عنق الرحم: دليل شامل للوقاية والفحص المبكر

سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطانات التي يمكن الوقاية منها بفضل التقدم الطبي وانتشار الوعي. ومع ذلك، لا يزال يشكل تهديدًا للعديد من النساء حول العالم، خاصة في المناطق التي تقل فيها فرص الحصول على الرعاية الصحية. في هذا المقال، سنستعرض طرق الوقاية الفعالة وأهمية الفحص الدوري لاكتشاف المرض مبكرًا.

ما هو سرطان عنق الرحم؟

يبدأ سرطان عنق الرحم عندما تنمو خلايا غير طبيعية في عنق الرحم، الجزء الذي يربط الرحم بالمهبل. غالبًا ما يرتبط هذا النوع من السرطان بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو فيروس ينتقل عبر الاتصال الجنسي. رغم أن معظم الإصابات بفيروس HPV تزول تلقائيًا، إلا أن بعض السلالات قد تسبب تغيرات خلوية تؤدي إلى السرطان مع مرور الوقت.

عوامل الخطر الرئيسية

بعض العوامل تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم، منها:
عدوى فيروس HPV المزمنة: خاصة السلالات عالية الخطورة مثل HPV-16 وHPV-18.
ضعف الجهاز المناعي: كالنساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
التدخين: المواد الكيميائية في السجائر تزيد من خطر التغيرات السرطانية.
الولادات المتعددة: قد تزيد من التغيرات الهرمونية والعوامل الأخرى المرتبطة بالخطر.
استخدام حبوب منع الحمل لفترات طويلة: بعض الدراسات تربطها بزيادة طفيفة في الخطر.

طرق الوقاية الفعالة

1. التطعيم ضد فيروس HPV

يعد اللقاح أحد أهم أدوات الوقاية، حيث يحمي من السلالات الأكثر خطورة المسببة للسرطان. يُنصح بتلقيح الفتيات والفتيان بين عمر 9 و26 سنة، ويفضل قبل بدء النشاط الجنسي.

2. الفحص الدوري

يجب على النساء إجراء فحص مسحة عنق الرحم (Pap smear) بانتظام، والذي يكشف عن الخلايا غير الطبيعية قبل تحولها إلى سرطان. كما يُوصى بفحص HPV للكشف عن وجود الفيروس.

3. تجنب التدخين

الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر الإصابة ليس فقط بسرطان عنق الرحم، بل أيضًا بأمراض أخرى مرتبطة بالتبغ.

4. الممارسات الجنسية الآمنة

استخدام الواقي الذكري يقلل من خطر انتقال فيروس HPV، رغم أنه لا يمنعه تمامًا.

أهمية الفحص المبكر

الكشف المبكر عن التغيرات ما قبل السرطانية يمنع تطور المرض في 90% من الحالات. تنصح المنظمات الصحية بإجراء مسحة عنق الرحم كل 3 سنوات للنساء بين 21 و65 سنة، أو كل 5 سنوات إذا تم الجمع بين فحص Pap وفحص HPV. بعد عمر 65، قد لا تحتاج المرأة إلى الفحص إذا كانت نتائجها السابقة طبيعية.

الأعراض التي تستدعي الانتباه

في المراحل المبكرة، قد لا تظهر أعراض واضحة، لكن مع تقدم المرض، قد تشمل الأعراض:
– نزيف غير طبيعي بعد الجماع أو بين الدورات الشهرية.
– إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
– ألم في الحوض أو أثناء التبول.

عند ملاحظة أي من هذه العلامات، يجب استشارة الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة.

الخلاصة

سرطان عنق الرحم يمكن منعه باتباع إجراءات بسيطة مثل التطعيم والفحص الدوري. الوعي والالتزام بالبرامج الوقائية هما المفتاح لتقليل معدلات الإصابة والوفيات. لا تهملي صحتكِ – فالكشف المبكر ينقذ الأرواح!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى